سلطنة عمان قديماً

سلطنة عُمان هي أحد دول القارة الآسيويّة من الجهة الغربيّة، وواحدة من دول شبه الجزيرة العربيّة من الجهة الجنوبيّة الشرقيّة، وتصل مساحتها إلى 309.500 كيلو متر مربع، وتحدّها السعوديّة من الجهة الغربيّة، واليمن من الجهة الجنوبيّة الغربيّة، والإمارات العربيّة المتحدة من الجهة الشماليّة الغربيّة، ولها ساحلٌ يُطلّ على بحر العرب، وآخر على بحر عُمان من الجهة الشماليّة الشرقيّة، وتعتبر مسقط عاصمةً للسلطنة، ويصل تعدادها السكّاني أكثر من 4.2 مليون نسمةً، ونظام الحكم فيها سلطانيّ وراثيّ، ويعدّ السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل بو سعيد حاكماً للبلاد، وتتميّز عُمان بأنّها كانت محطة تربط بين طرق القوافل التجاريّة والتي كانت تُسمّى بجبل النحاس.

كانت عُمان معروفة من ما قبل التاريخ؛ حيث كانت المناطق الجنوبيّة منها تُسمّى بظفار، والتي تمّت تسميتها في العصور القديمة، وتمّ العثور على اسم ظفار في العديد من الأحاديث التي تمّت روايتها على لسان أمّ المؤمنين السيّدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وقد تم العثور على أكثر من مئة قطعة مختلفة من أدوات حجريّة، ومواقع أثريّة وهي البليد، وسمهرم الذي يعتبر من أكثر المواقع شهرةً، فهو مكان استراتيجيّ تنتقل فيه السفن منه وإلى جميع أنحاء العالم، وفي المنحوتات الفرعونيّة التي تعود إلى عصر الملكة حتشبسوت فقد ورد ذكر ظفار، حيث إنّه كانت تتمّ عمليّة نقل اللبنان الظفاريّ من أجل حرقه في هذه المعابد، ويعتبر قوم ديرزي Dereaze العبريّ أقدم الأقوام التي قطنت المنطقة قبل أكثر من ثمانية آلاف سنة والذين قطنوها إلى نهاية العصر الحجريّ.

تمّ العثور على العديد من البقايا الأثريّة التي تعود إلى العصر الحجريّ، والبرونزي كالأدوات المصنوعة من الحجر، وعظام الحيوانات، ومداخن للنار، والفخار المشغول باليد، والصوان، وعُثر أيضاً على لوحات الكهف الموجودة في جبل صخرة في نفس المنطقة، ورسوم في وادي السحتن التابعة لولاية الرستاق، وفي وادي بني خروص التابع لولاية العوابيّ، وتعتبر سيوان التابعة لهيماء موقعاً يعود للعصر الحجريّ ، وقد وجد العديد من آثار النصال، والسكاكين، والأزاميل، والأحجار ذات الشكل الدائريّ التي كانت تُستخدم لصيد الحيوانات التي تعيش في البريّة، وهذه مجموعة من الأدلة التي تدل على الاستيطان البشري في تلك المناطق في العصور القديمة، وظهرت مملكة مجان في بلاد عُمان وتحديداً في نصوص سومريّة تعود إلى بلاد الرافدين في المنقطة الشماليّة من بلاد عُمان وامتدّت لتشمل بلاد الإمارات، والتي اختفت مع سقوط السلالة الأوريّة الثالثة في بلاد العراق وكان ذلك في سنة 2000 قبل الميلاد.